الجزائر وما أدراك ما الجزائر
حب الجزائر في دمي **** وبحبها يشدو فمي
في القلب يسكن حبها **** وبفضلها أنا أرتمي
هي روضنا هي نبضنا **** ولها المشاعر تنتمي
إنّ الجزائر اليوم تحتفل في فرح وسرور بمرور 50 سنة على إسترجاع سيادتها الوطنية
هذه الفرحة التي جاءت بعد سنوات من الإحتلال الفرنسي الذي داس أرض الجزائر الطاهرة
فراح يخرب و يدمر و يعذب ويقتل بلا رحمة و لا شفقة .
طالبنا فرنسا بلسان الحق و العدل و القانون و الإنسانية بأن ترفق بنا و تنفس عنّا الخناق قليلا
فما إستجابت ،ثم طالبناها بأن ترد علينا ببعض حقوقنا الآدمية فما رضيت ،ثم طالبناها بحقنا الطبيعي ،وهو ارجاع أوقافنا
ومعابدنا وجميع متعلقات ديننا الإسلامي فأغلقت آذانها في إصرار وعتوّ ،ثم ساومناها على حقوقنا السياسية بدماء أبنائنا
الغالية التي سالت في سبيل نصرها ، فعميت عيونها عن هذا الحق الذي يقرره حتى دستورها ثمّ هي في هذه المراحل كلّها
سارت في معاملتنا من فظيع إالى أفظع . فلم تبقي لنا فرنسا الإستدمارية شيئًا نخاف عليه فقد هتكت الأعراض و إستباحت
الحرمة ، وتركتنا فقراء نلتمس قوت يومنا فلا نجده و قد أخذت ما نملك من أراضي و خيرات و جعلتنا فيها غرباء جياع حفاة عراة .
- و ما كان للجزائر حل آخر غير الكفاح المسلح فهو حل يدفع عنا و عن ديننا العار ، فقد ساروا بعون الله وتوفيقه إلى ميدان
الكفاح المسلح ، فهو السبيل الوحيد إلى إحدى الحسنيين ، أمّا موت وراءه الجنّة و أمّا حياة وراءها العزّة و الكرامة .
ففي ليلة الأول من نوفمبر من عام 1954م ، إنطلقت أول رصاصة معلنة بداية الثورة الجزائرية
فهي ثورة مباركة و عظيمة نبتت في أرض الثوار ، و سقتها روافد العروبة و الإسلام و بهذه الثورة أصبحت الجزائر منارة
تضيء طريق الحريّة .
نحن في بلدنا نعتزّ كثيرًا بثورتنا المجيدة التي ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد ، فمازالت تعطي دروسًا للأجيال
الصاعدة حول التضحية و حب الوطن و لأنّ ثورتنا أكبر الثورات في العالم ،فإنّ الكثير من الدول إستخلصت العبر منها و جعلتها
رمزًا من رموز المقاومة و الكفاح .
فللشهداء دور نضالي كبير دافعوا عن راية العزة و قادوا الجيوش في المعارك الشديدة من نصر إلى نصر ، وكانوا بعملهم هذا
أوفياء لعهدهم في التضحية من أجل بلادهم وشعبهم .
فلهذا يجب أن نتمثل ببطولاتهم في نفوسنا ، وأن نرسم صورهم في قلب كلّ حرّ و ثائر ،وأن نكون أوفياء لعهودهم، بررة
بهم في أهلهم و أبنائهم و شعبهم، فنؤدي نحوهم الواجب و نرعاهم بأمانة و نخدمهم بصدق و إخلاص .
رحم الله معشر الشهداء xxxx و جزاهم عنّا كريم الجزاء
و سقى بالنعيم منهم ترابًا xxxx مستطابًا معطّر الأرجاء
هذه في الثرى قبور حوتهم xxxx أم قصور تسمو على الجوزاء
أيها الزائرون ساحة طهر xxxx قدسي و عزّة قعساء
شهداء التمدين في كلذ عصر xxxx سرج الأرض بل نجوم السماء
لم أجد في الرجال أعلى وسامّا xxxx من شهيد مخضب بالدماء
فبالرغم من وحشية الإستعمار الفرنسي و جرائمه إلاّ أنّ عزيمة الشعب الجزائري و تضحياته الجسام
أسقطت فرنسا أرضًا ، فأدرك المستعمر أنّ الشعب الجزائري شعب وفيّ لنظالاته و تضحياته ووطنه،
لايريد غير السيادة في كنف أرض سيّدة .
ففي الثالث من جويلية من عام 1962م أعلن إستقلال الجزائر ، و أختير يوم 5 جويلية يومًا للإستقلال
مقابل مليون ونصف مليون من الشهداء إرتوت بهم أرض الجزائر الطيبة الطاهرة .
يومها خرج الشعب في فرحة لا توصف رفرفت فيه راية الحريّة و الإنعتاق عاليا، في كل ربوع الوطن
و شهد العالم كلّه على ثورة ثارت ببنادق صيد لكن بعزيمة من حديد .
اليكم بعض صور فرحة الشعب الجزائري بالاستقلال :
إنّ التاريخ هو ذاكرة الشعوب كما يقولون ، و أنّ الأمّة التي لا تاريخ لها ، لا هوية لها ،
و أنّ الشعب الذّي يفرط في تاريخه لا يستحق الإحترام ولا يمكن أن يبني المستقبل
لأنّ التاريخ هو المستقبل ، و الجزائر حباها الله بموقع إستراتيجي هام جعلها تسطّر
إسمها في صفحات التاريخ بحروف من ذهب .
فلتحيا الجزائر حرة مستقلّة