قصة قصيرة فيها فائدة عظيمة تبين هذه الحقيقة ..
في قديم الزمان كان هناك ملكا اسمه ذو القرنين وكان عنده جنود، وفي أحد الأيام أخبر الملك جنوده أنهم سيعبرون على واد اسمه وادي الظلمات، حيث لايستطيع أحد منهم أن يرى شيئاً في هذه المكان لشدة الظلام، وقد نصح ذو القرنين جنوده قبل دخولهم لهذا المكان المظلم وقال لهم أنهم من أخذ من هذا الوادي شيء ندم، ومن لم يأخذ منه شيء ندم، فتعجب الجنود من كلامه ولم يفهموه، وعندما دخل الجنود إلى الأرض المظلمة شعروا بوجود حجارة صيغرة في الأرض ولكنهم لم يروها، فبعض الجنود أخذ من هذه الحجارة لأنه لم يجد شيء آخر، وبعضهم لم يأخذ شيء لأنه ظن أن هذه حجارة لاتفيد بشيء، وبعد أن خرجوا من وادي الظلمات إلى النور اكتشف الجنود أن الحجارة التي كانت في أرض واد الظلمات كانت ياقوتا وجواهر... فالذي أخذ قليلا من تلك الحجارة ندم لأنه لم يأخذ أكثر، والذي لم يأخذ شيء ندم أكثر، ففهم الجميع مغزى كلام ذو القرنين ولكن بعد فوات الآوان...
والآن وقبل فوات الآوان سأقول لك أن الكنز في هذه الدنيا أمامك وأنت لاتشعر به وهو الكنز الذي سيحقق لك سعادتك في الدنيا وفي الآخرة ويحقق لك كل ماتتمناه، وستعرف حقيقة هذا الكنز لكن بعد خروجك من هذه الدنيا .... فلماذا لاتكون ذكيا وتعرف قيمة هذا الكنز الآن وقبل الندم؟؟!!!! إذا ربحت هذا الكنز فقد ربحت الدنيا والآخرة، وإذا خسرته خسرت الدنيا والآخرة ولايمكن أن يعوضك عنه شيء، فافهم هذا السر تكن من السعداء. إن الكنز العظيم هو (ذكر الله تعالى ذكرا كثيرا(، وإليكم الطريقة: أولاً (الذكر القلبي): خصص وقتا لذكرالله تعالى بشكل يومي تكون فيه بمفردك (ساعة على الأقل)، وتعطر برائحة زكية، والبس ثوبا نظيفا، وأطفئ النور، وأغمض عينيك، وتوجه بقلبك إلى الله، واشعر بأن الله حاضر معك، واشعر بقدسيته، وهيبته، ومحبته، وعظمته تملأ قلبك، واذكر بقلبك أو لسانك -لاإله إلا الله- ولاتقطع هذا الذكر ولايوم، يقول الله سبحانه وتعالى: (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً)، والتبتيل هو الانقطاع مع الله سبحانه وتعالى. أفضل الأوقات للذكرقبل شروق الشمس وقبل غروبها، أي بعد صلاة الفجر وقبل صلاة المغرب، قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: (من قال -لا إله إلا الله- مخلصا من قلبه وموقنا بها دخل الجنة(، فماهو إخلاص كلمة لا إله إلا الله؟! وماهو يقينها؟! اليقين بكلمة -لاإله إلا الله- :هو أن تعلم معناها، ومعناها أنه لا إله في هذا الكون إلا إله واحد وهو الله جل جلاله خالق كل شيء، ولا خالق في هذا الكون إلا الله، ولا محيي إلا الله، ولا ممبت إلا الله، ولا نافع إلا الله، ولا رازق إلا الله، ولامحبوب إلا الله، ولامعبود إلا الله، ولا معطي إلا الله، ولا مانع إلا الله، ولا أحد بيده الخير إلا الله، ولا يتصرف في هذا الوجود إلا الله وحده لاشريك له، أما إخلاص كلمة -لا إله إلا الله-: فهو أن تقوم بحقها، وحقها هو الخوف من الله، وأن تجتنب ماحرم الله، وتطبق أوامر الله في القرآن الكريم، وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تشعر بأن الله معك ويراك في أي وقت، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال -لا إله إلا الله- مخلصا دخل الجنة قيل ما إخلاصها يا رسول الله قال أن تحجزك عما حرم الله عليك(، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يارسول الله؟!، قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى). ثانيا (الذكر الجهري): ذكر الله تعالى في جميع أوقاتك بهذه الأذكار: ( لاإله إلا الله، الحمد لله، سبحان الله العظيم وبحمده، الله أكبر، تبارك الله، اللهم صلى على سيدنا محمد، لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم)، اذكر الله تعالى بهذه الأذكار في أي وقت... في المنزل، في الطريق، في العمل، في الباص، في السيارة..... هذه بعض فوائد ذكر الله تعالى: قال الله سبحانه وتعالى: (اذكروني أذكركم)، وقال أيضا: (أنا جليس من ذكرني)، وقال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله غرست له شجرة فيالجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل و أشد بياضا من الثلج وأطيب ريحا من المسك فيها ثمار أمثال أثداء الأبكار تفلق عن سبعين حلة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من مؤمن و لا مؤمنة إلا وله وكيل في الجنة ان قرأ القرآن بنى له القصور و ان سبح"ذكر" غرس له الاشجار و ان كف كف)، وقال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: (من أكثر ذكر الله أحبه الله)، قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: (الذاكر لله لاترد دعوته)، فإذا ذكرت الله ذكرك الله، وإذا ذكرك الله أحبك وأعطاك كل ماتتمنى وتحب في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس يتحسر أهل الجنة إلا عن ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها)،قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم؟ قالوا بلى يارسول الله، قال: ذكر الله) يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله وملائكته واهل السموات والارضين حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)، وقال أيضا: (ألا أخبركم عن الأجود الأجود ؟ الله هو الأجود الأجود، وأنا أجود ولد آدم، وأجودهم بعدي رجل تعلم علما فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة وحده( وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس مني إلا عالم أو متعلم ولاخير فيمن سواهما(، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن قوم جيرانهم وليفقهنهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا(،وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)انشرها لتنال الثواب الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله.