بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ
مـجـالـس تـجـمـع >>>>> غِـيـبـة وخـوض فـي أعـراض الـنـاس
أمـور شـائـعـة فـي مـجـالـس الـرجـال والـنـسـاء ولـكـنـهـا بـيـن الـنسـاء أشـد وأكـثـر
بـحـكـم الـتـعـود دون مـعـرفـة أخـطـارهـا الـديـنـيـة والاجـتـمـاعـيـة
ومن أسوأ ما يـلـصـق بـالـمـرأة مـن صـفـات هـي حـبـهـا لـلـكـلام مـع الـصـديـقـات
خـلال الـتـجـمـعـات الـمـعـتـادة بـيـن فـتـرة وأخـرى ، ولا شـك أن الـكـلام
في حـد ذاتـه لـيـس عـيـبًـا وهـو أمـر مـقـبـول بـشـكـل عـام ، ولـكـن الـثـرثـرة
بـدون حـسـاب تـجـر بـعـض الآثـام الـخـطـيـرة كـالـغـيـبـة والـنـمـيـمـة والـخـوض
فـي سـيـرة الآخـريـن وأعـراضـهـم ، ولا تـخـلـو الـجـلـسـات الـنـسـائـيـة أو الـمـكـالـمـات
الـهـاتـفـيـة مـن الـنـمـيـمـة بـهـدف الـتـسـلـيـة وشـغـل أوقـات الـفـراغ
عـلـى حـسـاب الآخـريـن ، بـل نـجـد أن بـعـض تـجـمـعـات الـصـديـقـات لا بـد أن
تـتـواجـد إحـداهـن وتـنـصِّـب نـفـسـهـا لـلاسـتـمـاع إلـى مـشـكـلات الـغـيـر لـحـل
مـشـكـلـتـهـا مـع زوجـهـا وأسـرتـهـا .. أو مـع أي مـوضـوع فـيـه مـشـاكـل ، وهـي
تـظـن أنـهـا تـقـدم الـنـصـيـحـة بـيـنـمـا هـي تـقـوم بـخـراب الـبـيـوت ، وتـحـمـل أوزارا من الذنوب
ولـخـطـورة الـثـرثـرة بـالـغـيـبـة والـنـمـيـمـة وما تـحـمـلـها مـن آثـام فـإن الإسـلام
نـهـى عـن أن يـتـحـدث الـمـرء عـن أخـيـه واعـتـبـرهـا مـن كـبـائـر الـذنـوب
وقـد روى أبـو هـريـرة رضي الله عـنـه فـي حـديـث صـحـيـح أن الـرسـول صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم كـان يـجـلـس مع أصـحـابـه
فـقـال : أتـدرون مـا الـغِـيـبـة ؟
قـالـوا : الله ورسـولـه أعـلـم
فـقـال الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم : الـغِـيـبـة هـي ذكـر أخـاك بـمـا يَـكـره
فـقـالـوا : وإن كـان فـيـه يا رسـول الله ؟
فـقـال صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم : إن كـان فـيـه فـقـد اغـتـبـتـه ، وإن لـم يـكـن فـيـه فـقـد بـهـِـتــَّـه
والـبـهـتـان أقـوى مـن الـغـيـبـة لأنـه يـذكـر الـشـخـص بـمـا لـيـس فـيـه
قـالـت عـائـشـة رضـي الله عـنـهـا : قـلـت لـلـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم
" حـسـبـك مـن صـفـيـة كـذا وكـذا " وكـانـت تـشـيـر إلى قـصـر قـامـتـهـا
فقال لها صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم :
{ لـقـد اغـتـبـتـهـا غِـيـبـة لـو مُـزجَـت بـمـاء الـبـحـر لـمـزجـتـه } ،،، سـنـن أبـو داود
أي أنـه لـشـدة نـتـن هـذه الـكـلـمـة لـو خـُـلِـطـت بـمـاء الـبـحـر لـتـغـيـر مـاءه مـن شـدة الإثـم مـن هـذا الاغـتـيـاب
وللأسـف لا تـعـي الـكـثـيـر مـن الـنـسـاء خـطـورة مـا يـقـتـرفـن مـن إثـم ، لأن هـذا الأمـر
اعـتـدن عـلـيـه خـلال الـحـيـاة الـيـومـيـة بـصـورة كـبـيـرة ، لـتـصـبـح الـنـمـيـمـة عـادة في مـجـالـسـهـن
الـفـرق بـيـن الـغـيـبـة والـنـمـيـمـة
الـغـيـبـة هـي ذكـر الشـخـص الـغـائـب بـمـا يَـكـره بـمـا لـيـس فـيـه
أما لـو كـان فـيـه فـهـذا هـو الـنـمـيـمـة ، ويـقـصـد بـه الـكـلام الـذي يـحـمـل مـعـانـي خـفـيـة
عـن الـنـاس ، والـتـسـلـيـة بـأخـبـار الآخـريـن ، حـتـى وإن كـانـت فـي تـوافـه الأمـور ، مـادام يـقـصـد بالـوصـف الإسـتـهـزاء
إن الـكـلام بـدون حـسـاب سـيـجـر لـكِ الآثـام والـذنـوب
" كـفـى بـالـمـرء إثـمًـا بـأن يُـحَـدِّث بـمـا سـمـع "
فـلـمـاذا يـتـكـلـم الـمـرء بـكـل مـا يـشـاهـده ويـذكـر سـيـرة الآخـريـن بـدون داعـي
يـقـول عـبـد الله بـن الـمـبـارك فـي كـلـمـة قالـهـا حـكـمـة وتـحـمـل كـثـيـر مـن الـمـعـانـي :
" لـو كـنـت مـغـتـابـاً أحـد لاغـتـبـت والـداي ، لأنـهـمـا أولـى بـحـسـنـاتـي "
لأن مـن يـغـتـاب شـخـص يُـؤخـذ مـن حـسـنـاتـه يـوم الـقـيـامـة
وعـنـدمـا عـلـم حـسـن الـبـصـري بـأن رجُـلا اغـتـابـه أرسـل لـه طـبـق مـن الـفـاكـهـة هـديـة
فـجـاء الـرجـل إلـى الـبـصـري قـائـلاً : أنـا أغـتـابـك وأنـت تـهـاديـنـي
فـقـال : نـعـم لـقـد أهـديـتـنـي ما هـو أفـضـل ، لـقـد أهـديـتـنـي حـسـنـاتـك أفـلا أهـاديـك بـهـذا ؟
إذا فالأفـضـل
الـصـمـت ، واتـبـاع الـحـكـمـة الـقـائـلـة " الـسـكـوت مـن ذهـب "
وعـدم الـتـحـدث عـن الآخـريـن بـصـفـات يـتـصـفـون بـهـا أو بـغـيـرها ، " فـالـبـعــد عـن سـيـرة الـنـاس غـنـيـمـة "
وعـدم الـتـواجـد فـي مـجـالـس الـنـمـيـمـة والإسـتـمـاع لـهـا لأن الـمـسـتـمـع يـتـسـاوى مـع الـمـغـتـاب
قـال الإمـام الـنـووي :
يـجـب عـلـى مـن سـمـع إنـسـانـاً يـبـتـدئ بـغـيـبـة مـحـرمـة ، أن يـنـهـاه إن لـم يـخـف
ضـرراً ظـاهـراً، فـإن خـافـه وجـب عـلـيـه الإنـكـار بـقـلـبـه ، ومـفـارقـة ذلـك الـمـجـلـس
إن تـمـكـن مـن مـفـارقـتـه ، فـإن قـدر عـلـى الإنـكـار بـلـسـانـه ، أو عـلـى قـطـع الـغـيـبـة
بـكـلام آخـر ، لـزمـه ذلـك ، فـإن لـم يـفـعـل عـصـَى