عن بن عباس رضي الله قال : قال أبوبكر الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أراك قد شبت قال : شيبتني هود والواقعة وعم يتسائلون وإذا الشمس كورت
قال العلماء :
لعل ذالك لما فيهن من التخويف العظيم والوعيد الشديد وصور الآخرة وعجائبها وفضائعها
وأحوال الهالكين والمعذبين .
إن أعظم زاجر عن الذنوب هو خوف الله تعالى وخشية إنتقامة وسطوته وحذر عقابه
وغضبه وبطشه الشديد ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )
وقال صلى الله عليه وسلم ( عينلن لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس
في سبيل الله )
وفد ذكر صلى الله عليه وسلم من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة
( ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله )
وقال صلى الله عليه وسلم ( ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر ذلك الجسد على النار
ولا سالت على خدها فيرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة ولو أن باكيا بكى في أمة من الأمم لرحموا
وما من شيء إلى له مقدار وميزان إلا الدمعة فإنه يطفىء بها بحار من النار )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا اقشعر جسد العبد من مخافة الله تعالى تحاتت عنه خطاياه
كما يتحات عن الشجر اليابس أوراقها )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا قال :
( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين إن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامه
وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامه )
وتربى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التربية واقتدوا بسيدهم
وحبيبهم فكانوا مصابيح خير وهدى رضوان الله عليهم أجمعين
ولم لا يبك الإنسان على نفسه المرهونة بالنار والموت راكب على عنقه والكفن لباسه والقبر منزله
والقيامة موقفه والنار أمامه والخصماء أقوياء والسجل لا يغادر صغيرة ولا كبيره والشهود منه وفيه
والقاضي جبار السموات والأرض والمنادي جبريل والسجن جهنم والسجان الزبانية والطعام
الزقوم والشراب الصديد
فالإنسان لا يصبر على حر الشمس فكيف يصبر على نار تلظى لو وضعت فيها جبال الدنيا
لذابت في لمح البصر أفلا تستحق الدموع أن تنزل من هذا الهول العظيم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون كمقدار ميل
فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه
ومنهم من يكون إلى حقويه (خصريه ) ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار صلى الله عليه وسلم
إلى فيه )
إذا كان هذا حر الشمس فكيف سيكون حر جهنم والعيذ بالله أفلا يجدر بالعاقل أن يسكب العبرات
وأن تدمع عيونه بدل الدموع دما فمن هول هذا بكى الصالحين وسالت دموع المؤمنين
وأرتجفت أجسام التائبين ولانت قلوب الموحدين وأنكسرت قلوب العابدين ..
فاللهم أجرنا من النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار برحمتك يا عزيز يا غفار