البكاء العذب .....
أيها المتطهر إجلس مع نفسك تلومها على ما فرطت
في جنب الله وإبك ندما وتلذذ بنعمة المناجاة فما
ألذها وأطيبها وتذكر نعمة الله عليك الذي أمهلك ووفقك
إلى التوبة فإبك شكرا لله كما بكيت ندما وحسرة .
إستشعر بأنك تناجي جبار السماوات والأرض وخالق
كل موجود الذي لا يعجزه شي تناجيه وأنت الذي
أخطأت في حقه وأعرضت عنه تناجيه وليس بينك
وبينه واسطة ولا ترجمان يسمع تضرعك ويرى موقفك
ويعلم ما في نفسك ...
قال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين )
وقال تعالى : ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا )
وعن عبدالله رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز
المرجل من البكاء .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال الرسول
صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار رجل بكى
من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع
غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) .
ما أعظمه من موقف حينما تجلس بمفردك تناجي ربك
وتتوسل إليه موقف تقشعر فيه الأبدان وتذرف العيون
الدموع ويعلوا النحيب والبكاء ويا للعجب حينها تشعر
براحة نفسية وطمأنينة تملأ قلبك وكأنك ألقيت من على
عاتقك حملا ثقيلا قد أتعبك
قال تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ...