الإصلاح بين الناس ....
كثيرا ما يكون بين الناس منازعات وخصومات
وذلك نتيجة إختلاف الأهواء والرغبات ومن ثم
فإن هذه المنازعات والخصومات تسبب البغضاء والعداوات
والمطلوب منا أن نسعى إلى الإصلاح بكل الوسائل
قال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا
بين أخويكم وإتقوا الله لعلكم ترحمون ).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( تعرض الأعمال في كل يوم خميس وأثنين
فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال إنظروا
هذين حتى يصطلحا ).
لقد إهتم الإسلام بإصلاح ذات البين حفاظا على وحدة
المسلمين وسلامة قلوبهم وإن الإصلاح ليعتبر من
من أعظم وأجل الطاعات وأفضل الصدقات فالمصلح
بين الناس له أجر عظيم وثواب كريم إذا يبتغي
بذلك مرضاة الله تعالى فأجره يفوق ما يناله
الصائم القائم فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة
قالوا : بلا قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات
البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال الرسول
صلى الله عليه وسلم : ( كل سلامى من الناس عليه
صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين إثنين صدقة ).
إن الإصلاح بين الناس يفضل فيه النجوى وهي السر
دون الجهر والعلانية ذلك أنه كلما ضاق نطاق الخلاف
كان من السهل علاجه لإن الإنسان يتأذى من نشر
مشاكله أمام الناس فالسعي في الإصلاح يحتاج إلى حكمة
ولأهمية الإصلاح بين الناس رخص من أجل ذلك الكذب
وذلك إذا كان سبيلا للإصلاح ولا سبيل سواه
عن إم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس الكذاب الذي
يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا ).
كأن يحاول المصلح تبرير أعمال كل من المتخاصمين
وأقوالهما بما يحقق التقارب ويزيل أسباب الشقاق والخلاق
وأحيانا ينفي بعض أقوالهما السيئة فيما بينهما وينسب
إلى كل منها الأقوال الحسنة في حق صاحبه مما لم يقله
كأن يقول فلان يسلم عليك ويتمنى لقائك ولا يقول
فيك إلا خيرا ونحو ذلك .
إن أطيب حياة يعيشها المؤمن هي عندما يكون مراقبا
لله تعالى صافي الصدر والطوية مع الناس
فأصلحوا إخواني أخواتي ما بينكم وبين الله يصلح الله
ما بينكم وما بين الناس وإحذروا أسباب الشحناء والبغضاء
وإذا جاء إليكم إخوانكم معتذرين
فقبلوا معذرتهم ببشر وطلاقه بل ينبغي منكم أن
تسعوا أنتم إلى إنهاء الشحناء وإن كان الحق لكم
قال عمر الفاروق رضي الله عنه : ( أعقل الناس
أعذرهم لهم ) وقال أحد الصالحين : ( لو أن رجلا
شتمني في أذني هذه وأعتذر إلي في الإخرى لقبلت عذره ).